قوله : { أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين آمنوا منكم }[ 16 ] ، الآية .
{ أن تتركوا } : في موضع مفعولي " حسبت " عند سيبويه{[28325]} .
وقال المبرد : { أن تتركوا } : مفعول أول ، والثاني مفعول محذوف{[28326]} .
و{ أم } هنا : استفهام ، والمعنى : أحسبتم أيها المؤمنون كذا وكذا ؟ {[28327]} .
ومعنى الآية : أنها خطاب للمسلمين الذين أمرهم الله بقتال المشركين الذين نقضوا العهد ، وأخرجوا الرسول ، يقول{[28328]} تعالى : أحسبتم ، أيها المؤمنون أن يترككم الله بغير محنة ، وبغير اختبار{[28329]} ، ليعلم الصادق منكم من الكاذب{[28330]} ، علم مشاهدة . وقد كان علم ذلك ، تعالى قبل خلق العالم ، ولكن المجازاة إنما تقع على المشاهدة{[28331]} ، فيعلم المجاهدين الذين لم { لم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المومنين وليجة }[ 16 ] ، أي : بِطانة من المشركين ، يفشون إليهم من سرهم{[28332]} .
قال الطبري : إنما دخلت { أم } في موضع الألف هنا ؛ لأنه من الاستفهام المعترض{[28333]} في وسط الكلام ، فدخلت لتفرق بين الاستفهام الذي يبتدأ به ، والاستفهام الذي يعترض{[28334]}
وفي وسط الكلام{[28335]} .
ومثله : { الم تنزيل الكتاب لا ريب [ فيه ]{[28336]} من رب العالمين } ، ثم قال : { أم يقولون }{[28337]} ، بمعنى : أيقولون{[28338]} .
ومثله : { أفلا تبصرون أم أنا/{[28339]} خير } ، أي : أنا خير{[28340]} .
وهذه { أم } هي التي تسمى " المنقطعة " ولا يقدر الكلام معها ب : " أيهم " ولا ب : " أيهما " {[28341]} .
{ والله خبير بما تعملون }[ 16 ] .
أي : ذو خبر{[28342]} بعملكم إن اتخذتم بطانة من المشركين تفشون إليهم سر المؤمنين . ونظير{[28343]} هذه الآية : { ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون } ، أي : يختبرون ، ثم قال : { ولقد فتنا الذين من قبلهم } ، إلى : { وليعلمن الكاذبين }{[28344]}-{[28345]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.