السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (15)

{ ويذهب غيظ قلوبهم } أي : كربها ووجدها ، وقد وفى الله تعالى بما وعد ، والآية من المعجزات . وقوله تعالى : { ويتوب الله على من يشاء } استئناف أي : إنّ الله تعالى يهدي من يشاء إلى الإسلام كما فعل بأبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ، فهؤلاء كانوا من أئمة الكفر ورؤساء المشركين ثم مَنَّ الله تعالى عليهم بالإسلام يوم فتح مكة فأسلموا وحسن إسلامهم . { والله عليم } أي : يعلم ما سيكون كما يعلم ما قد كان فهو عليم بكل شيء ، فيعلم من يصلح للتوبة ومن لا يصلح لها ، أو يعلم ما في قلوبكم من الإقدام والإحجام { حكيم } أي : أحكم جميع أموره .