الآية 15 : وقوله تعالى : { ولا يخاف عقباها } فجائز أن تكون الإضافة منصرفة إلى الله تعالى ، وهو أن يكون الله تعالى لما أهلكهم لم يخف تبعة الإهلاك ، ووجه الخوف ، هو أنه في ما [ أهلكهم ]{[23703]} بما أوجبت الحكمة إهلاكهم ، ولم يلحقه تقصير في الحكمة ، ولا وجد الغائب في ذلك مقالا ، وهكذا قال الحسن : ذاك ربنا لم يخف مما أنزل عليهم العذاب .
أو تكون منصرفة{[23704]} إلى العاقر ، فيكون معناه أنه عقرها ، ولم يخف العاقبة التي حذرهم بها صالح عليه السلام في{[23705]} قوله : { ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم } [ الأعراف : 73 ] .
وقال بعضهم : { ولا يخاف عقباها } أي لم يعلم ما يحل به من عقر تلك الناقة ، ولو علم لم يفعل ، ويجوز استعمال الخوف في موضع العلم لأن الخوف إذا بلغ غايته صار علما .
ثم الحكمة في ذكر قصة ثمود وجهان :
أحدهما : أن في ذكرها تثبيت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجد منه الاختلاف إلى من عنده/644 – أ/ علم الأنباء والأخبار [ ولا ]{[23706]} كان يعرف الكتابة لتقع له المعرفة بها ، فثبت أنه بالوحي علم .
والثاني : أن في ذكره تحذيرا لمكذبي الرسل ، فحذروا به ليمتنعوا عن تكذيبه ، فلا يحل بهم ما حل بمكذبي صالح عليه السلام من بأسه وعذابه ، والله الهادي [ وعليه اعتمادي ]{[23707]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.