تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هُنَالِكَ تَبۡلُواْ كُلُّ نَفۡسٖ مَّآ أَسۡلَفَتۡۚ وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (30)

وقوله تعالى : ( هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ) قيل : عند ذلك ، وقيل : يومئذ ؛ أي يوم القيامة . وقوله يبلو بالياء ، و( تبلو ) بالتاء[ انظر معجم القراءات القرآنية ح3/72 ] ؛ وقيل : تقرأ في الصحف ما كتب من أعمالهم ، ( تبلوا ) بالتاء من الابتلاء ؛ يقال : بلوته ، وابتليته واحد ، وخبرته ، واختبرته أيضا . وقيل : تبلو تجد ، وتعلم كل نفس ما قدمت من الأعمال ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمْ الْحَقِّ ) قيل : ملكهم الحق لأن غيره من الآلهة التي عبدوها قد بطل عنهم ، وضل في الآخرة . ويحتمل ( وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمْ الْحَقِّ ) أ ] حق ما تجد كل نفس ما قدمت من أعمالها ، أو حق أن تقرأ كل نفس ما عملت ( وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) من العبادة للأصنام وقول الكفر [ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) يحتمل وجهين :

أحدهما[ في الأصل وم : أعني ] : ردوا إلى ما أعد لهم مولاهم الحق .

والثاني : ردوا إلى أمر مولاهم الحق لا إلى أمر الأصنام التي كانوا يعبدونها .