تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنشِئُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ} (12)

وقوله تعالى : ( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ) أي مخوفا ومطموعا ، أو تخافون ، وتطمعون .

وقال أهل التأويل : خوفا للمسافر وطمعا للمقيم . وقيل خوفا لأنه البنيان وطمعا لأهل الأنزال .

وعندنا [ يطمعون ، ويخافون في وقت واحد ][ في م : يطمعون ويخافون قوم واحد ، ساقطة من الأصل ] ، يطمعون نفعه في وقت المنفعة ، ويخافون ضرره في غير وقت النفع ، أو يطمعون نفعه ، ويخافون ضرره ، أو يطمعون مضيه ، ويخافون نزوله والضرر به في غير وقت النفع ونحوه ويحتمل وجها آخر قوله[ أدرج قبلها في الأصل وم : في ] : ( يريكم البرق خوفا وطمعا ) أي يريكم خوفا موعودا وطمعا موعودا لأن البرق نور ونار ، ويطمع النور الموعود في الجنة ، والنار تخوف النار الموعودة في الآخرة [ لأن ][ ساقطة من الأصل وم ] فيها نارا . ألا ترى أنه إذا اشتد خيف على [ من ][ من م ، ساقطة من الأصل ] أصابه ؟

وقوله تعالى : ( و وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ) يقال : نشأت السماء إذا ارتفع الغيم فيها ، ويسمى الغيم نشأ ، وقوله : أنشأ : أي أخذ فيه ، ويقال : أنشأ الله الخلق : أي خلقهم ، نشأ : ارتفع ، وأنشأ : رفع ، وهو من هذا ، والله أعلم .