[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) اختلف في الرعد والبرق : قال بعضهم : هو اسم ملك من الملائكة موكل بالسحاب ، صوته تسبيحه .
روي عن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : «أقبلت يهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ، ما هو ؟ قال : ملك من الملائكة موكل بالسحاب ، معه مخاريق من نار ، يسوق بها السحا حيث شاء الله ، فقالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال زجرة السحاب ، إذا زجره ، حتى ينتهي إلى حيث أمره ، قالوا : صدقت »[ أحمد : 1/274 ] فإن ثبت هذا فهو هو .
وعن علي رضي الله عنه أنه سئل عن البرق والرعد ، قال : الرعد الملك ، والبرق ضربة السحاب بمخراق من حديد . وقيل : الرعد ملك على ما ذكرنا ، يزجر السحاب بالتسبيح ، ويسوقه . فإذا اشتدت سحابة ضمها . وإذا اشتد غضبه أصدر[ في الأصل وم : صار ] من فيه النار ، فهي الصواعق ، وقيل : هو الريح ، تسوق السحاب ، [ فإذا تراكمت السحب ][ من م ، ساقطة من الأصل ] فلم تجد منفذا ، صوتت ، فذلك صوتها .
وقال بعضه الفلاسفة : الرعد اصطكاك الأجرام ، فيحدث [ بهذا صوت كالحجر ][ في الأصل وم : هذا الصوت ] يصك الحجر ، وقال بعضهم من الفلاسفة : إنما هي ريح تختنق تحت السحاب ، فتصدعه ، فذلك الصوت منه . وأي شيء كان الرعد : الملك أو الريح ، أو ما كان ، فالتسبيح يحتمل من كل شيء على ما أخبره الله تعالى : التسبيح من كل شيء حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده )[ الإسراء : 44 ] .
فيحتمل تسبيح الخلقه [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] جعل في خلقة كل شيء حمد صانعه وبراءة منشئه من كل ما وصفه الملحدون ودلالة ألوهيته وربوبيته .
ويحتمل تسبيح [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] جعل في سرية كل شيء تسبيحه وتنزيهه ما لا يفهمه الخلق .
وعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : «الرعد ملك ، وهذا تسبيحه ، والبرق سوطه الذي يزجي به السحاب »[ السيوطي في الدر المنثور4/622 ] قيل : أمثال ذلك كثير ، والله أعلم بذلك ، وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة سوى أنه هول هائل ، يهول الخلق ، ويذكرهم سلطانه وعظمته ، ولولا أنهم اعتادوا ذلك ، وإلا لم تقم أنفسهم لسماع ذلك .
وقوله تعالى : ( ويسبح الرعد بحمده ) أي يذكرهم سلطانه وعظمته ، فيكون ذلك تسبيحه وما ذكروا من سلطانه وعظمته ( والملائكة من خيفته ) أي تسبح الملائكة من خوفه ، [ والرعد يسبح ][ في الأصل وم : الرعد ويسبح ] ، ويذكر الخلق عظمة الله وسلطانه [ فيدل على ][ في الأصل وم : فدل ] الثناء عليه .
والملائكة يسبحونه في ما بينهم وبين ربهم [ من خيفته ، أي من خوفه ][ ساقطة من الأصل وم ] ولم يذكر فيهم التسبيح بحمده ، وذكر في الرعد[ أدرج بعدها في الأصل وم : ( والملائكة من خيفته ) أي من خوفه ] .
أحدهما : خوف من عقوبته لأنه قد جاء فيهم الوعيد إذا زلوا كقوله : ( ومن يقل منهم إني إله من دونه ، فذلك نجزيه جهنم )[ الأنبياء : 29 ] .
والثاني : خوف رهبة وهيبة ، لا خوف عقوبة ، لأن الله تعالى وصفهم بالطاعة والاستسلام كقوله : ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )[ التحريم : 6 ] وقوله : ( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون )[ الأنبياء : 19 ] ونحو ذلك .
ثم خوف الهيبة لا يزول في الآخرة ، وخوف العقوبة يزول .
وقوله تعالى : ( ويرسل الصواعق ) قيل : الصعقة الصيحة التي فيها موت البعض وذهاب[ في الأصل وم : ويذهب ] عقل البعض كقوله : ( فصعق من في السموات ومن في الأرض )[ الزمر : 68 ] وقيل : هي اسم العذاب ، وقد ذكرنا في ما تقدم [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] ذكر في بعض الأخبار أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن شيء من أمر الرب ، فجاءت صاعقة ، فأحرقته ، ونزل ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله ) أي في توحيد الله لأن أهل الكفر كلهم كانت مجادلتهم في توحيد الله وألوهيته .
وقوله تعالى : ( وهو شديد المحال ) قال بعضهم : شديد الانتقام والعقوبة . وقيل : شديد القوة ، وقيل : شديد الأخذ .
وقال القتبي : المحال من الكيد والمكر . وأصل المحال : الحيلة [ لكن سمى باسم الأول لأنه جزاء الحيلة ][ من م ، ساقطة من الأصل ] فيكون كتسمية جزاء السيئة سيئة ، وجزاء الاعتداء اعتداء . والمكر ما ذكرنا أنه الأخذ من حيث لا يشعرون به . وقال أبو عوسجة : المحال عندي [ من المكر ][ ساقطة من الأصل وم ] .
وقال أبو عوسجة : ( معقبات ) الحفظة الذين ( يحفظونه من أمر الله )[ الرعد : 11 ] يحفظونه بأمر الله ، ويقال : عقبة أي حفظة ، وأما قوله تعالى : ( لا معقب لحكمه )[ الرعد : 41/262-أ/ فمعناه[ في الأصل وم : أي ] لا راد لحكمه ، قال : ويقال [ في ][ ساقطة من الأصل وم ] غير هذا : عقب فلان فلانا ، أي ذهب هو ، وجاء هذا ، ويقال : عقبت أي رجعت ، ومأخذهما من العقب ويقال : رجع على عقبيه أي من حيث جاء .
وقال القتبي : ( له معقبات ) ملائكة يعقب بعضهم بعضا في الليل والنهار ، إذا مضى فريق خلقت بعده فريق آخر ( يحفظونه من أمر الله ) أي بأمر الله ، وقوله تعالى : ( وما لهم من دونه من وال ) أي ولي ، مثل : قادر ، وقدير ، وحافظ ، وحفيظ ، وذلك جائز في اللغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.