وقوله تعالى : ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى ) قيل : يعلم أنها حملت أنثى ذكرا مستويا أو غير مستو مؤوفا ؛ يخبر عز وجل عن علمه وقدرته أنه لا يخفى عليه شيء ، ولا يعجزه شيء .
فإن قيل : هذا دعوى ، من الذي يعلمنا أنه يعلم ذلك ؟ قيل : اتساق تدبيره ولطفه يدل على علم ذلك فيه حين[ في الأصل وم : حيث ] رباه فيه ، وأنشأه مستويا غير مؤوف سليما من الآفات ، ونماء الحوائج كلها على الاستواء ؛ لا يكون بعضها أنقص من بعض ، وبعضها أتم [ من بعض ][ ساقطة من الأصل وم ] نحو العينين ، تراهما مستويتين لا زيادة في إحداهما دون الأخرى بل تنموان على الاستواء ، وكذلك [ اليدان والرجلان والأذنان وأمثالها ][ في الأصل وم : اليدين والرجلين والأذنين وأمثاله ] .
فدل ذلك على العلم له به والتدبير ، وقوله تعالى : ( وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَاد ) أي يعلم ما تنقص[ في الأصل وم : تغيض ] وما تزداد . قال عامة أهل التأويل ( وَمَا تَغِيضُ الأرحام ) ما تنقص عن تسعة[ في الأصل وم : التسعة ] الأشهر ( وما تزداد ) على تسعة[ في الأصل وم : التسعة ] الأشهر ؛ فكان الحسن يقول : غيضوضة الرحم أن تضع لستة أشهر أو ثمانية ، وأما الزيادة فما زاد عن تسعة أشهر .
وفي حرف أبي [ بن كعب ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تضع ) . ولكن يحتمل قوله : ( وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ) وجهين :
أحدهما : ( وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ) أي ما لا تحمل شيئا ، وهي التي تكون عقيما لا تليد ، والغيضوضة تكون [ في ][ ساقطة من الأصل وم ] ذهاب الشيء . قال الله تعالى : ( وغيض الماء )[ هود : 44 ] أي ذهب . ( وما تزداد ) أي ما تحمل ( وما تغيض الأرحام ) فتلد بدون الوقت الذي تلد النساء ( وما تزداد ) في زيادة عدد الأولاد ونقصان ما تحمل واحدا أو أكثر من واحد .
والثاني[ في الأصل وم : أو ] : يكون في زيادة قدر الولد ونقصانه ؛ لأن من الولد ما يصيبه في البطن آفة فلا يزال يزداد ، أو له[ في الأصل وم : وله ] نقصان في البطن ، ومنه ما ينمو ويزداد وأمثاله والله أعلم .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وكل شيء عنده بمقدار ) مقدر بالتقدير ، ليس على الجزاف على ما يكون عند الخلق ، ولكنه بتقدير وتدبير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.