تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (96)

الآية 96 وقوله تعالى : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } يعني اليهود ، { أحرص الناس على حياة } وعلى كراهية الموت . فدل حرصهم على حياة الدنيا أنهم كذبة في ما [ يدعون ، ويزعمون ]{[1158]} .

وقوله : { ومن الذين أشركوا } يعني المجوس { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } أي هم أحرص الناس على حياة الدنيا من المجوس الذين لا يؤمنون بالبعث وبالقيامة ، وهم يؤمنون بهما ، فهم مع إيمانهم بالبعث وتصديقهم بالقيامة أحرص على حياة الدنيا من المجوس الذين لا يؤمنون بالبعث ولا بالقيامة .

وقيل : إنه على الابتداء [ والائتناف ؛ يقول ]{[1159]} { ومن الذين أشركوا } يعني المجوس ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) لأنهم يقولون في ما بينهم : [ { ألف سنة } ]{[1160]} تأكل النيروز والمهرجان ، [ و ] يقولون{[1161]} بالفارسية : ( هزار سال{[1162]} بزه ) فأخبر الله تعالى : أن طول العمر في الدنيا لا ينجيه من العذاب في الآخرة ولا يباعده عنه ، وهو قوله : { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } وهو كقوله :

{ أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون } ، { ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } . [ الشعراء : 205-207 ] .

وقوله : { والله بصير بما يعملون } هو على الوعيد أيضا .


[1158]:- في ط م: يزعمون ويدعون.
[1159]:- في ط م: ولا يتنافى بقول.
[1160]:- من ط م و ط ع.
[1161]:- الواو ساقطة من الأصل و ط ع.
[1162]:- من ط م و ط ع، في الأصل: ساله.