تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (112)

الآية 112 وقوله تعالى : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن } قد قلنا : إنه خرج مخرج الرد عليهم والإنكار بحكمهم{[1319]} على الله ، فقال : { بلى } يدخلها { من أسلم وجهه لله وهو محسن } .

ثم اختلف في قوله : { أسلم وجهه لله } ؛ قيل : أخلص لله دينه وعمله ، وقيل : أسلم نفسه لله ، وقد يجوز أن يذكر الوجه على إرادة الذات كقوله : { كل شيء هالك إلا وجهه } [ القصص : 88 ] يعني : إلا هو ، وقيل : { أسلم } أي وجه أمره إلي دينه ، فأخلص ، وبعضه قريب من بعض ،

[ وقيل ]{[1320]} : { أسلم } نفسه أي بالعبودية كقوله : { ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل }{[1321]}

[ الزمر : 29 ] ؛ وذلك معنى الإسلام : أن تخلص نفسك لله ، ألا تجعل لأحد شركاء من [ عبودية ولا من عبادة ]{[1322]} .

وقوله : { فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } قد ذكرنا متضمنه{[1323]} في ما تقدم{[1324]} .


[1319]:- في ط م: لحكمهم.
[1320]:- من ط ع.
[1321]:- في الأصل: سالما، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وأما قراءة الباقين فهي سلما، انظر حجة القراءات ص/ 621، في ط م و ط ع: سلما.
[1322]:- من ط ع، في الأصل: عبودية لا لمن عبادة، في ط م: عبودة ولا من عبادة.
[1323]:- في الأصل و ط ع: متضمنا، في ط م: متضمنها.
[1324]:- في تفسير الآيتين: 38 و 62.