الآية 212 وقوله تعالى : ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا ) قال الحسن : ( زين لهم الشيطان ذلك ، وكذلك قوله : ( وزين لهم الشيطان أعمالهم ) [ النمل : 24 ] . ولكن معناه ، والله أعلم ، أن زين لهم التزين ، يكون بوجهين : بزينة الطبع لقرب الشهوات وبزينة العقل لقيام الأدلة ، فيكون التزين بالثواب . وأما ما ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ) لما ركب فيهم من الشهوات وميل الطبع إليه ، وأما الوجهان الآخران فهما للمؤمنين .
وقوله : ( والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ) . يحتمل وجهين : يحتمل ( فوقهم ) في الحجة ؛ يقول الله تعالى : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) [ النساء : 141 ] ، ويحتمل ( فوقهم ) في الجزاء والثواب .
وقوله : ( والله يرزق من يشاء بغير حساب ) يحتمل وجوها : يحتمل ( بغير حساب ) بغير تبعة ، ويحتمل : ( بغير حساب ) لا على قدر الأعمال ، ولكن على قدر الشهوة وزيادة عليها ؛ لأن رزق الجنة على ما ينتهى إليه من الشهوات ، ورزق الدنيا مقدر على قدر الحاجة والقوت ؛ إذ لا أحد يبلغ مناه في الدنيا وحاجته ، وفي الآخرة : كل ينال فوق مناه ، ولأن أكل الشهوة في الدنيا هو المؤذي . ويحتمل ( بغير حساب ) أي من غير أن ينقص ذلك من ملكه وخزائنه ، وإن عظم عطاياه وكثرة ماله ليس كخزائن المخلوقين تنتقص بالدفع ، وتنفذ ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.