محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ} (44)

{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } أي عقابي . فإن تليين القول مما يكسر سورة عناد العتاة ، ويلين عريكة الطغاة . وقد بين ذلك في قوله تعالى : فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى } وبمثل ذلك أمر نبينا صلوات الله وسلامه عليه في قوله : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } وظاهر أن الرجاء في { لعله } إنما هو منهما ، لا من الله . فإنه لا يصح منه . ولذا قال القاضي : أي باشرا الأمر على رجائكما وطمعكما أنه يثمر ولا يخيب سعيكما . فإن الراجي ، مجتهد والآيس متكلف . والفائدة في إرسالهما والمبالغة عليهما في الاجتهاد – مع علمه بأنه لا يؤمن – إلزام الحجة ، وقطع المعذرة ، وإظهار ما حدث في تضاعيف ذلك من الآيات .