تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا} (25)

[ الآية 25 ] وقوله تعالى : { ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا } ، وصف السماء لهول ذلك اليوم بأوصاف ، وذكر لها أحوالا ، فقال في آية أخرى : { وإذا السماء كُشِطت } [ التكوير : 11 ] وقال{[14398]} : { إذا السماءُ انشقت } [ الانشقاق : 1 ] وقال{[14399]} : { إذا السماءُ انفطرت } [ الانفطار : 1 ] وقال : { يوم نطوي السماءَ كطيِّ السجلِّ للكُُتُب } [ الأنبياء : 104 ] وقال{[14400]} : { يوم تُبدَّلُ الأرضُ غيْرَ الأرضِ والسماواتُ } ( بإبراهيم : 48 ] ونحو ذلك .

وذلك في اختلاف الأوقات ، يكون في كل وقت على الحال التي وصف ، وكذلك ما وصف [ الجبال ] {[14401]} مرة بالهباء المنثور [ بقوله : { فكانت هَباءً منبثّاً } [ الواقعة : 6 ] وشبهها مرة بالعِهْن { المنفوش } [ القارعة : 5 ] ] {[14402]} ومرة [ قال ]{[14403]} : { كَِثيباً مَهِيلاً } [ المزمل : 14 ] ومرة قال : { وترى الجبالَ تحسبها جامدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ السّحاب } الآية [ النمل : 88 ] ونحوه من الأوصاف التي وصفها ، وذلك في أوقات مختلفة ؛ تكون في كل وقت على حال ووصف .

فعلى ذلك السماء لشدة هول ذلك اليوم وفزعه .

وقوله تعالى : { ويوم تشقق السماء بالغمام } أي تنشق عن الغمام ، فتبقى بلا غمام كقوله : { إذا السماء انشقت } [ الانشقاق : 1 ] .

وجائز أن يكون قوله : { بالغمام } أي يبقى الغمام فوق رؤوس الخلائق يظلهم . وهذا يدل على أن قوله { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } [ البقرة : 210 ] إنما معناه : بظلل من الغمام .

فإن كان على هذا فيرتفع الاشتباه ، والله أعلم .


[14398]:- في الأصل وم: و.
[14399]:- في الأصل وم: و.
[14400]:- في الأصل وم: و.
[14401]:- ساقطة من الأصل وم.
[14402]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14403]:- من م، ساقطة من الأصل.