الآية 21 وقوله تعالى : { وما كان له عليهم من سلطان } قال الحسن : والله ما ضربهم بالسيف ، ولا طعنهم بالرمح ، ولا أكرههم على شيء ، وما كان منه إلا غرور أو أمانيّ ووسوسة ، دعاهم إليها ، فأجابوه .
وقال بعضهم : قوله : { وما كان له عليهم من سلطان } أي حُجّة ، ليس له حجّة عليهم ، أي لم يمكّن [ لهم ]{[16988]} من الحجة ، ولكن إنما مكّن لهم الوساوس والتمويهات . ثم جعل الله للمؤمنين مقابل ذلك حُججا ، يدفعون بها شُبَهه وتمويهاته .
وقوله تعالى : { إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك } هذا يخرّج على وجوه :
أحدها : ليعلم كائننا ما قد علمه غائبا عنهم .
[ والثاني : ليعلم حقّه من الخلق ووجه ما قد علمه غائبا عنهم . فإن كان له وجود{[16989]} علم وجود ذلك منهم ، وما [ ليس له وجود ]{[16990]} يعلمه موجودا ، والتبعية تقع على [ وجه ]{[16991]} إعلام لا على آخر . بل هو عالم في الأحوال كلها ]{[16992]} .
والثالث : يكنّي بالعلم معلومه ، ليكون المعلوم ، وذلك جائز في اللغة كقوله : { حتى يأتيك اليقين } [ الحجر : 99 ] أي الموقن به . وذلك في القرآن كثير .
وقوله تعالى : { وربك على كل شيء حفيظ } من الإيمان والشرك ، وغيره من الأعمال { حفيظ } عالم به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.