تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَيۡهِم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ بِٱلۡأٓخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِي شَكّٖۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ} (21)

الآية 21 وقوله تعالى : { وما كان له عليهم من سلطان } قال الحسن : والله ما ضربهم بالسيف ، ولا طعنهم بالرمح ، ولا أكرههم على شيء ، وما كان منه إلا غرور أو أمانيّ ووسوسة ، دعاهم إليها ، فأجابوه .

وقال بعضهم : قوله : { وما كان له عليهم من سلطان } أي حُجّة ، ليس له حجّة عليهم ، أي لم يمكّن [ لهم ]{[16988]} من الحجة ، ولكن إنما مكّن لهم الوساوس والتمويهات . ثم جعل الله للمؤمنين مقابل ذلك حُججا ، يدفعون بها شُبَهه وتمويهاته .

وقوله تعالى : { إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك } هذا يخرّج على وجوه :

أحدها : ليعلم كائننا ما قد علمه غائبا عنهم .

[ والثاني : ليعلم حقّه من الخلق ووجه ما قد علمه غائبا عنهم . فإن كان له وجود{[16989]} علم وجود ذلك منهم ، وما [ ليس له وجود ]{[16990]} يعلمه موجودا ، والتبعية تقع على [ وجه ]{[16991]} إعلام لا على آخر . بل هو عالم في الأحوال كلها ]{[16992]} .

والثالث : يكنّي بالعلم معلومه ، ليكون المعلوم ، وذلك جائز في اللغة كقوله : { حتى يأتيك اليقين } [ الحجر : 99 ] أي الموقن به . وذلك في القرآن كثير .

وقوله تعالى : { وربك على كل شيء حفيظ } من الإيمان والشرك ، وغيره من الأعمال { حفيظ } عالم به .


[16988]:ساقطة من الأصل وم.
[16989]:في نسخة الحرم المكي: الوجود.
[16990]:في نسخة الحرم المكي: له الوجود.
[16991]:ساقطة من نسخة الحرم المكي.
[16992]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.