وقوله تعالى : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } أي استحلالا ، فإذا استحل كفر . فذلك الوعيد له ، وقيل : { ظلما } أي غصبا والأكل هو عبارة عن الأخذ كقوله : { لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة } ( آل عمران 275 ) إنما هو نهي عن أخذه وكذلك قوله : { الذين يأكلون الربا } ( البقرة 175 ) وقوله { وذروا ما بقي من الربا } ( البقرة 278 ) إنما هو نهي عن قبض الربا فعلى ذلك الأكل في هذه الآية عبارة عن الأخذ والاستحلال .
ومن حمل الآية على الغصب جعل الوعيد عليه ، إلا أن يتوب ، إذ لله العذاب من شاء من ارتكب من عباده جرما كما جعل الوعيد على المستحل إلا أن يتوب ، وقيل : إنه على التمثيل أن الذي يأكل من مال اليتيم كأنه يأكل نارا لخبثه وشدته .
وعن قتادة أنه قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اتقوا الله في الضعيفين " ، قيل : ومن هما يا رسول الله ؟ قال : " اليتيم والمرأة ، فإن الله أيتمه ، وأوصى به ، وابتلاه ، وابتلى به " ( ( ابن جرير الطبري في تفسيره 5/ 245 ) وقيل : في قوله : { فليتقوا الله وليقولوا } للميت إذا جلسوا{[4888]} إليه : { قولا سديدا } أي عدلا في وصيته ولا يجور من عدل في وصيته عند موته ، فكأنما وجه ماله في سبيل الله .
قال{[4889]} سعد بن أبي وقاص : ( فسئل{[4890]} النبي صلى الله عليه وسلم : بكم{[4891]} يوصي الرجل من ماله ؟ فقال : " الثلث والثلث كثير ، لأن تدع عيالك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس " ( البخاري 2743 و2742 ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى تصدق عليكم بثلث أموالكم ( زيادة في أعمالكم }{[4892]} عند وفاتكم " ) ( أحمد 6/441 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.