فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا} (10)

قوله : { إِنَّ الذين يَأْكُلُونَ أموال اليتامى } استئناف يتضمن النهي عن ظلم الأيتام من الأولياء ، والأوصياء ، وانتصاب قوله : { ظُلْماً } على المصدرية ، أي : أكل ظلم ، أو على الحالية ، أي : ظالمين لهم . وقوله : { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً } أي : ما يكون سبباً للنار ، تعبيراً بالمسبب عن السبب ، وقد تقدم تفسير مثل هذه الآية . وقوله : { وَسَيَصْلَوْنَ } قراءة عاصم ، وابن عامر بضم الياء على ما لم يسم فاعله . وقرأ أبو حيوة بضم الياء ، وفتح الصاد ، وتشديد اللام من التصلية بكثرة الفعل مرة بعد أخرى . وقرأ الباقون بفتح الياء من صلى النار يصلاها ، والصلى هو : التسخن بقرب النار ، أو مباشرتها ، ومنه قول الحارث بن عباد :

لم أكن من جناتها علم الل *** ه وإني لحرّها اليوم صالي

والسعير : الجمر المشتعل .

/خ10