{ إن الذين يأكلون أموال اليتامى } استئناف جيء به لتقرير ما فصل من الأوامر والنواهي يتضمن النهي عن ظلم الأيتام من الأولياء والأوصياء { ظلما } حراما بغير حق { إنما يأكلون في بطونهم نارا } المراد بأكل النار ما يكون سببا للنار تعبيرا بالمسبب عن السبب ، وقد تقدم تفسير مثل هذه الآية ، والمعنى سيأكلون يوم القيامة وهذا على المجاز ، وقيل بطونهم أوعية للنار بأن يخلق الله لهم نارا يأكلونها في بطونهم ، وهذا على الحقيقة ، وقيل غير ذلك .
قال السدي : يبعث آكل أموال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأذنيه وعينيه وأنفه يعرفه من رآه بأكل مال اليتيم ، وإنما خص الآكل بالذكر وإن كان المراد سائر أنواع الإتلافات وجميع التصرفات المتلفة للمال لأن الضرر يحصل بكل ذلك لليتيم ، فعبر عن الجميع بالأكل لأنه معظم المقصود ، وذكر البطون للتأكيد كقولك رأيت بعيني وسمعت بأذني .
{ وسيصلون سعيرا } بأكلهم أموال اليتامى ، وقرئ سيصلون من التصلية لكثرة الفعل مرة بعد أخرى ، وقرأ الباقون بفتح الياء من صلى النار يصلاها ، والصلا هو التسخن بقرب النار أو بمباشرتها ، والسعير الجمر المشتعل ، وقيل النار الموقدة .
أخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يبعث يوم القيامة قوم من قبورهم تأجج أفواههم نارا فقيل يا رسول الله من هم ؟ قالوا ألم تر أن الله يقول { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } الآية . {[412]}
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال حدثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ليلة أسري به قال ( نظرت فإذا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ، ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار فيقذف في أحدهم حتى يخرج من أسافلهم ولهم خوار وصراخ ، فقلت يا جبرائيل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية . {[413]} )
وقال زيد ابن أسلم : هذه الآية لأهل الشرك حين كانوا لا يورثونهم ويأكلون أموالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.