وقوله تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين }قيل : ( لما تبينت ){[6519]} خيانته لرسول الله صلى الله عليه وسلم استحيى أن يقيم بالمدينة ، فارتد ، ولحق بمكة كافرا ، فنزل قوله تعالى : { ومن يشاقق الرسول } ؛ يقول : يخالف الرسول{ من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين } .
وعن ابن عباس رضي الله عنه ( أنه قال ){[6520]} : ( { من بعد ما تبين له الهدى } من{[6521]} بعد ما كان كافرا تبين الإسلام ) وقال : ( لما بان أمر طعمه ( بن أبيرق ){[6522]} ، وعلم أنه سرق الدرع ، وأنزل{[6523]} الله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } ( المائدة : 38 ) ، قيل له : يا طعمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قاطع يدك ، فخرج ){[6524]} هاربا إلى مكة ) .
وقوله تعالى : { ويتبع غير سبيل المؤمنين } يعني غير دين المؤمنين . وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه : ( ويسلك غير سبيل المؤمنين ) .
وقوله تعالى : { نوله ما تولى } أي نتركه وما تولى من ولاية الشيطان . وقيل : ندعه وما اختار غير دن المؤمنين { ونصله جهنم } أي ندخله جهنم في الآخرة . وقيل : قوله تعالى : { نزله ما تولى } أي نوله في الآخرة ما تولى في الدنيا { وساءت مصيرا } يقول : بئس المصير ( الذي ){[6525]} صار إليه .
وقوله تعالى : { نوله ما تولى } إنه تولى الشيطان ، فجعله الله وليا( له ){[6526]} كقوله تعالى : { ومن يتخذ الشيطان وليا } ( النساء : 119 ) وغير ذلك . ويكون : { يتخذ } له في ما اختاره ، ويكون : ( ما تلوى ){[6527]} جزاء توليه ، ويكون ( له من الخلق ){[6528]} جورا باطلا مهلكا له ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.