تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (114)

الآية 114

وقوله تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم } اختلف في النجوى ؛ قيل : النجوى القوم كقوله تعالى : { وإذ هم نجوى } ( الإسراء : 47 ) أي رجال . وقيل : النجوى : هو الإسرار كقوله تعالى : { ما يكون من نجوى ثلاثة } /114-أ / الآية ( المجادلة : 7 ) . ثم استثنى { إلا من أمر بصدقة أو معروف } الآية . فإذا كان التأويل من النجوى هو فعل النجوى خاصة فكأنه قال{ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر } بالصدقة والأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس . وإن كان هذا أقرب إلى {[6517]} معنى الثناء الكثير في ما يرجع إلى القوم . فكأنه قال{ لا خير في كثير } منهم إلا من يرجع أمره إلى ما ذكر ، فيصير إلى خير .

وقد يحتمل أن قوما يرجع نجواهم إلى خير ، وهم أقلهم . ومن( فعل النجوى ) {[6518]} على أن الفعل ربما يكون فعل خير ، وإن كانوا أهل النفاق والكفر . لكن بين أنه غير مقبول إلا أن يبتغي مرضاة الله . وذلك لا يكون إلا أن يؤمنوا ، والله أعلم .


[6517]:في الأصل وم: و.
[6518]:في الأصل وم: الفعل.