فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَقَدۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ رُسُلٗاۖ كُلَّمَا جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ} (70)

لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون( 70 )

{ لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل } اللام موطئة للقسم و { قد } للتحقيق ، أخذ الله تعالى عهدا مؤكدا وعقدا موثقا على أبناء يعقوب عليه السلام وذريته أن يستجيبوا لربهم ويسلموا له ؛ وهذه هي الآية الثالثة ( {[1830]} ) في هذه السورة( {[1831]} ) الكريمة التي ينبئنا فيها العليم الخبير أنه أخذ العهود والمواثيق عليهم ، - والمراد بالميثاق المأخوذ : العهد المؤكد الذي أخذه أنبياؤهم عليهم في الإيمان بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم ، واتباعه فيما يأتي ويذر ، أو في التوحيد وسائر الشرائع والأحكام المكتوبة عليهم في التوراة { وأرسلنا إليهم رسلا } ذوي عدد كثير ، وأولي شأن خطير ، يعرفونهم ذلك ، ويتعهدونهم بالعظة والتذكير . . - ( {[1832]} ) .

{ كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم } قال أبو حيان { كلما } منصوبة على الظرفية لإضافتها إلى ما المصدرية الظرفية ، وقد تسمى شرطية لاقتضائها جوابا كالشرط غير الجازم ، وجوابها { فريقا كذبوا وفريقا يقتلون } أي : كلما بعث الله إليهم رسولا استكبروا أن يطيعوه ، وتواصوا أن يعاندوه ، فإما كذبوه وصدوا عنه ، وإما آذوه وقتلوه ، كما قتلوا زكريا ويحي عليهما السلام ، وكذبوا عيسى وكثيرا من الأنبياء .


[1830]:قبلها: الآية رقم 12، والثانية رقم 14.
[1831]:وفي سورة البقرة تكرر هذا الإنباء في الآيات: 93،84،83،63.
[1832]:من روح المعاني.