النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنۡ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلرَّوۡعُ وَجَآءَتۡهُ ٱلۡبُشۡرَىٰ يُجَٰدِلُنَا فِي قَوۡمِ لُوطٍ} (74)

قوله عز وجل : { فلما ذهب عن إبراهيم الرّوع } يعني الفزع ، والرُّوع بضم الراء النفس ، ومنه قولهم ألقى في رُوعي أي في نفْسي .

{ وجاءتْهُ البشرى } أي بإسحاق ويعقوب .

{ يجادلنا في قوم لوط } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه جادل الملائكة بقوله : { إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينة وأهله } [ العنكبوت : 32 ] قاله الحسن .

الثاني : أنه سألهم أتعذبونهم إن كان فيها خمسون من المؤمنين ؟ قالوا لا ، قال : فإن كان فيها أربعون ؟ قالوا : لا ، إلى أن أنزلهم إلى عشرة ، فقالوا : لا ، قاله قتادة .

الثالث : أنه سألهم عن عذابهم هل هو عذاب الاستئصال فيقع بهم لا محالة على سبيل التخويف ليؤمنوا ، فكان هذا هو جداله لهم وإن كان سؤالاً لأنه خرج مخرج الكشف عن أمر غامض .

قال أبو مالك{[1375]} : ولم يؤمن بلوط إلا ابنتاه رقية وهي الكبرى وعروبة{[1376]} وهي الصغرى .


[1375]:زيادة من ك.
[1376]:في أكثر كتب التفسير زعوراء.