قوله عز وجل : { فلما سمعت بمكرهن } فيه وجهان :
أحدهما : أنه ذمهن لها وإنكارهن عليها .
الثاني : أنها أسرت إليهن{[1450]} بحبها له فأشعْن ذلك عنها .
{ أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ } وفي { أعتدت } وجهان :
وفي { المُتْكَأ } ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه المجلس ، قاله ابن عباس والحسن .
والثاني : أنه النمارق والوسائد يتكأ عليها ، قاله أبو عبيدة والسدي .
الثالث : أنه الطعام مأخوذ من قول العرب اتكأنا عند فلان أي طعمنا عنده ، وأصله أن من دعي إلى طعام أُعد له متكأ فسمي الطعام بذلك متكأ على الاستعارة . فعلى هذا أي الطعام هو ؟
أحدها : أنه الزُّماورد{[1451]} ، قاله الضحاك وابن زيد .
الثاني : أنه الأترج{[1452]} ، قاله ابن عباس ومجاهد و[ هو ] تأويل من قرأها مخففة غير مهموزة ، والمتْك في كلامهم الأترج ، قال الشاعر :
نشرب الإثم بالصُّواع جهارا *** وترى المتك{[1453]} بيننا متسعارا
والإثم : الخمر ، والمتك : الأترج .
الثالث : أنه كل ما يجز بالسكين وهو قول عكرمة لأنه في الغالب يؤكل على متكأ .
الرابع : أنه كل الطعام والشراب على عمومه ، وهو قول سعيد بن جبير وقتادة .
{ وآتت كلَّ واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن } وإنما دفعت ذلك إليهن في الظاهر معونة على الأكل ، وفي الباطن ليظهر من دهشتهن ما يكون شاهداً عليهن . قال الزجاج : كان [ يوسف ] كالعبد لها فلم تمكنه أن يخرج إلا بأمرها .
{ فلما رأينه أكبرنه } وفيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : معناه أعظمنه ، قاله ابن عباس .
الثاني : معناه وجدن شأنه في الحسن والجمال كبيراً ، قال ابن بحر .
الثالث : معناه : حضن عند رؤيته ، وهو قول رواه عبد الصمد بن علي الهاشمي عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس{[1454]} .
وقيل : إن المرأة إذا جزعت أو خافت حاضت ، وقد يسمى الحيض إكباراً ، قال الشاعر :
نأتي النساء على أطهارهن ولا *** نأتي النساء إذا أكبرن إكباراً{[1455]}
{ وقطعن أيديهن } دهشاً ليكون شاهداً عليهن على ما أضمرته امرأة العزيز فيهن .
أحدهما : أنهن قطعن أيديهن حتى بانت .
الثاني : أنهن جرحن أيديهن حتى{[1456]} دميت ، من قولهم قطع فلان يده إذا جرحها .
{ وقلن حاش لله } بالألف في قراءة أبي عمرو ونافع في رواية الأصمعي وقرأ الباقون حاش لله بإسقاط الألف ، ومعناهما واحد .
أحدهما : معاذ الله ، قاله مجاهد .
الثاني : معناه سبحان الله ، قاله ابن شجرة .
وفي أصله وجهان : أحدهما : أنه مأخوذ من قولهم كنت في حشا فلا أي في ناحيته{[1457]} .
والثاني : أنه مأخوذ من{[1458]} قولهم حاش فلاناً أي اعزله في حشا يعني في ناحية . { ما هذا بشراً } فيه وجهان :
أحدهما : ما هذا أهلاً للمباشرة .
الثاني : ما هذا من جملة البشر . وفيه وجهان :
أحدهما : لما علمهن من عفته وأنه لو كان من البشر لأطاعها .
الثاني : لما شاهدن من حسنه البارع وجماله البديع { إن هذا إلا ملك كريم } وقرئ ما هذا بشراً ( بكسر الباء والشين ) أي ما هذا عبداً مشترى إن هذا إلا ملك كريم ، مبالغة{[1459]} في تفضيله في جنس الملائكة تعظيماً لشأنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.