وقوله تعالى : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ) قال[ أدرج قبلها في الأصل وم : ذلك ] قائلون : قوله : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاء ) المحو ههنا إن شاء في الابتداء يمحو ، ليس على أن كان مثبتا ، فمحاه[ في الأصل وم : فمحا ] ، ولكن أنشأه هكذا يمحو ، وهو كقوله : ( فمحونا آية الليل )[ الإسراء : 12 ] ليس أنه كان مثبتا كذا ، ثم محاه[ في الأصل وم : محا ] ولكن أنشأه في الابتداء[ في الأصل وم : الآية ] يمحو ، وكقوله : ( والله الذي رفع السماوات )[ الرعد : 2 ] ليس أنها كانت موضوعة ، ثم رفعها ، ولكن أنشأها مرتفعة كما في : فعلى ذلك هذا .
ثم يحتمل ذلك الأعمال التي كانت معفوة في الأصل من أعمال الصبيان والأعمال التي لا جزاء عليها .
وقال قائلون : على إحداث محو بعد إثبات ، ثم يحتمل [ ذلك وجوها :
أحدها : يمحو الله ][ في الأصل وم : وجوها ] ما ينسخ من الأحكام : فهو على محو الحكم به والعمل ، ليس على محو نفسه ، ويثبت : وهو ما لا ينسخ ، ولا يترك العمل به والحكم .
والثاني[ في الأصل وم : ويحتمل المحو ] : محو الأحوال ، وهو ما ينقل ، ويحول من حال إلى حال : من حال النطفة إلى حال العلقة ، ومن حال العلقة إلى حال المضغة ؛ يحوله ، وينقله من حال إلى حال أخرى ، فذلك هو المحو .
والثالث[ في الأصل وم : ويحتمل المحو أيضا ] : هو ما يختم به العمر [ من ][ ساقطة من الأصل وم ] السعادة أو الشقاوة إذا كان كافرا ، ثم أسلم في آخر عمره ، محيت الأعمال التي كانت له في حال كفره ، فأبدلت حسنات ، وإذا كان مسلما ، ثم ختم [ عمره ][ ساقطة من الأصل وم ] بالكفر محيت أعماله التي كانت له من الصالحات ، فلم ينتفع[ في الأصل وم : ينتفعوا ] بها .
أو أن يكون للخلق مقاصد في أفعالهم ، والحفظة لا يطلعون على مقاصدهم ، فيكتبون هم ما هو في الحقيقة حسنة بقصده سيئة على ظاهر ما عمل ، أو حسنة في الظاهر ، هو في الحقيقة سيئة ، فيغفر ذلك ، فيجعل ما هو في الحقيقة شر ، وفي الظاهر خير ، شرا بالقصد ، وما هو في الحقيقة خير ، وفي الظاهر شر ، خيرا ، ويكون في كتابة الحفظة ، لكنه من وجه آخر ، وهو أن الحفظة يكتبون الأعمال ، ثم يعارض ذلك بما في اللوح المحفوظ ، فيمحى من كتابة الحفظة من الزيادة ويثبت فيها ما كان من النقصان ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وعنده أم الكتاب ) هذا يحتمل ( وعنده أم الكتاب ) الذي يعارض به كتب الملائكة ، ويحتمل ( وعنده أم الكتاب ) الذي تستنسخ منه الكتب التي أنزلت على الأنبياء والرسل ، وهو اللوح المحفوظ .
وفيه دلالة على أن اختلاف الألسن ، لا يوجب تغيير المعنى ، لأنه لا يدرى أن تلك الكتب في اللوح المحفوظ بأي لسن هي ؟ ثم أنزل منه كل كتاب على لسان الرسول الذي نزل عليه ، وكذلك الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم ، ولا يحتمل أن يكتبوا بلسان الخلق ، لأنه يظهر ، لو كانوا يكتبون بلسان هؤلاء فدل أنهم إنما يكتبون بلسان أنفسهم . فهذا كله يدل أن اختلاف اللسان لا يوجب اختلاف المعنى ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.