الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ} (39)

وقوله سبحانه : { يَمْحُوا الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ } [ الرعد : 39 ] .

المعنى أنَّ اللَّه سبحانه يمحو من الأمور ما يشاء ، ويغيِّرها عن أحوالها مما سَبَقَ في علْمه مَحْوُهُ وتغييرُهُ ، ويثبتها في الحَالةِ التي يَنْقُلُها إِليها حَسَبَ ما سَبَقَ في علْمه .

قال ( ع ) : وأصوَبُ ما يفسَّر به { أُمُّ الكتاب } : أنه كتاب الأمورِ المجزومَةِ التي قدْ سَبَقَ القضاء فيها بمَا هو كائنٌ ، وسبق ألاَّ تبدَّل ويبقَى المحْوُ والتثبيت في الأمور التي سَبَقَ في القضاء أنْ تبدَّل وتمحَى وتُثْبَتَ ، قال نحوه قتادة ،