تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِبًاۚ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ} (52)

الآية : 52 وقوله تعالى : { وله ما في السماوات والأرض } أي وله يخضع ما في السماوات والأرض ؛ كلهم عبيده وإماؤه . فكيف أشركتم عبيده في ألوهية الله تعالى وربوبيته .

وقوله تعالى : { وله الدين واصبا } قال بعضهم : دائما ، لأن غيره من الأديان كلها يبطل ، ويضل ، ويبقى دينه في الدارين جميعا . وقال بعضهم : { وله الدين واصبا } أي مخلصا من الوصب والتعب . وتأويله ، والله أعلم : أي وله دين ، لا يوصل إليه إلا بتعب وجهد ، فاجتهدوا ، واتعبوا ، لتخلصوا له الدين . هذا معنى قوله ( { واصبا } أي ) {[10200]} مخلصا .

وقوله تعالى : { أفغير الله تتقون } أي مخالفة غير الله تتقون ، أي ( خافوا مخالفة الله ، ولا تخافوا ) {[10201]} مخالفة غيره . أو يقول : { ولا تخافوا غير الله ، ولا تتقوا سواه ، ولكن اتقوا الله ، واتقوا نقمته .


[10200]:ساقطة من الأصل وم.
[10201]:في الأصل وم: لا تخافوا ولكن اتقوا.