غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِبًاۚ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ} (52)

43

{ وله ما في السموات والأرض } فقالت الأشاعرة : ليس المراد من كونها لله أنها مفعولة لأجله ، ولغرض طاعته ؛ لأن فيها المباحات والمحظورات التي يؤتى بها لغرض الشهوة واللذة لا لغرض الطاعة ، فالمراد أن كلها بتخليقه وتكوينه ، ومن جملة ذلك أفعال العباد ، ثم قال { وله الدين واصباً } فالدين الطاعة ، والواصب الدائم ، ومفازة واصبة بعيدة لا غاية لها . ويقال للمريض وصب لكون ذلك المرض لازماً له . وانتصابه على الحال والعامل فيه ما في الظرف من معنى الفعل . قال ابن قتيبة : ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك بسبب في حال الحياة أو الموت إلا الحق سبحانه ، فإن طاعته واجبة أبداً . ويحتمل أن يكون الدين بمعنى الملة ، أي : وله الدين ذا كلفة ومشقة ؛ ولذلك سمي تكليفاً ، أو وله الجزاء سرمداً لا يزول ، يعني : الثواب والعقاب . وقال بعض المتكلمين المحققين : قوله { وله ما في السموات والأرض } إشارة إلى احتياج الكل إليه في حال حدوثه . وقوله : { وله الدين } أي الانقياد { واصباً } إشارة إلى أن جميع الممكنات مفتقرة إلى فيض وجوده في حال وجوده ؛ لأن الصحيح أن الممكن حال بقائه لا يستغني عن المرحج .

/خ60