النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَآ أَمۡرُ ٱلسَّاعَةِ إِلَّا كَلَمۡحِ ٱلۡبَصَرِ أَوۡ هُوَ أَقۡرَبُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (77)

قوله عز وجل : { ولله غيب السماوات والأرض } ، يحتمل خمسة أوجه :

أحدها : ولله علم غيب السماوات والأرض ؛ لأنه المنفرد به دون خلقه .

الثاني : أن المراد بالغيب : إيجاد المعدومات وإعدام الموجودات{[1745]} .

الثالث : يعني : فعل ما كان وما يكون ، وأما الكائن في الحال فمعلوم .

الرابع : أن غيب السماء : الجزاء بالثواب العقاب . وغيب الأرض : القضاء بالأرزاق والآجال .

{ وما أمْرُ الساعة إلاَّ كلمح البصر أو هو أقرب } ؛ لأنه بمنزلة قوله : { كن فيكون } ، وإنما سماها ساعة ؛{[1746]} لأنها جزء من يوم القيامة ، وأجزاء اليوم ساعاته . وذكر الكلبي ومقاتل : أن غيب السماوات ، هو : قيام الساعة .

قال مقاتل : وسبب نزولها أن كفار قريش سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيام الساعة استهزاء بها ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .


[1745]:سقط الوجه الثالث. وقال ابن عباس المراد خزائن السموات والأرض.
[1746]:الساعة هي الوقت الذي تقوم فيه القيامة. واللمح: النظر بسرعة فلما كانت القيامة آتية ولابد جعلت من القرب كلمح البصر.