النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدٗا مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَمَن رَّزَقۡنَٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنٗا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرّٗا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ يَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (75)

قوله عز وجل : { ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء } ، فيه وجهان :

أحدهما : أنه لا يملك ما لم يؤذن وإن كان باقياً معه .

الثاني : أن لسيده انتزاعه من يده ، وإن كان مالكاً له . { ومَن رزقناه مِنا رزقاً حسناً } ، يعني : الحُرّ ، وفيه وجهان :

أحدهما : ملكه ما بيده .

الثاني : تصرفه في الاكتساب على اختياره .

وفي هذا المثل قولان :

أحدهما : أنه مثل ضربه الله للكافر ؛ لأنه لا خير عنده ، ومن رزقناه منا رزقاً حسناً ، هو : المؤمن ، لما عنده من الخير ، وهذا معنى قول ابن عباس وقتادة .

الثاني : أنه مثل ضربه الله تعالى لنفسه والأوثان ؛ لأنها لا تملك شيئاً ، وإنهم عدلوا عن عبادة الله تعالى الذي يملك كل شيء ، قاله مجاهد{[1743]} .


[1743]:خلاصة القول في هذه الآية أنه كما لا يستوي عندكم عبد مملوك لا يقدر من أمره على شيء ورجل حر قد رزق رزقا حسنا، فكذلك أنا وهذه الأصنام. هذا ما فهمه الجمهور من هذه الآية.