فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَآ أَمۡرُ ٱلسَّاعَةِ إِلَّا كَلَمۡحِ ٱلۡبَصَرِ أَوۡ هُوَ أَقۡرَبُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (77)

{ وَللَّهِ غَيْبُ السماوات والأرض } ، أي : يختصّ به علم ما غاب فيهما عن العباد وخفي عليهم علمه . أو أراد بغيب السموات والأرض : يوم القيامة ، على أن علمه غائب عن أهل السموات والأرض ، لم يطلع عليه أحد منهم ، { إِلاَّ كَلَمْحِ البصر أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } ، أي : هو عند الله وإن تراخى ، كما تقولون أنتم في الشيء الذي تستقربونه : هو كلمح البصر أو هو أقرب ، إذا بالغتم في استقرابه . ونحوه قوله : { ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } [ الحج : 47 ] ، أي : هو عنده دان وهو عندكم بعيد . وقيل : المعنى أن إقامة الساعة ، وإماتة الأحياء وإحياء الأموات من الأولين والآخرين ، يكون في أقرب وقت وأوحاه ، { إِنَّ الله على كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ } ، فهو يقدر على أن يقيم الساعة ويبعث الخلق ؛ لأنه بعض المقدورات . ثم دل على قدرته بما بعده .