ولما تم هذان المثلان ، الدالان على تمام علمه وشمول قدرته ، القاضيان بأن غيره عدم ، عطف على قوله : { إن الله يعلم } ، قوله مصرحاً بتمام علمه وشمول قدرته : { ولله } ، أي : هذا علم الله في المشاهدات الذي علم من هذه الأدلة أنه مختص به ، ولذي الجلال والإكرام وحده { غيب السماوات والأرض } ، كما أن له وحده شهادتهما ، فما أراد من ذلك كانت قدرته عليه كقدرته على الشهادة من الساعة التي تنكرونها استعظاماً لها ، ومن غيرهما بما فصله لكم من أول السورة إلى هنا من خلق السماوات والأرض وما فيهما ، { وما أمر الساعة } ، وهي : الوقت الذي يكون فيه البعث ، على اعتقادكم أنها لا تكون ؛ استبعاداً لها واستصعاباً لأمرها في سرعته عند الناس لو رأوه ، ولذا عبر عنه بالساعة ، { إلا كلمح البصر } ، أي : كرجع الطرف المنسوب إلى البصر أيّ بصر كان ، { أو هو أقرب } ، وإذا الخلق قد قاموا من قبورهم مهطعين إلى الداعي - هذا بالنسبة إلى علمهم وقياسهم ، وأما بالنسبة إليه سبحانه ، فأمره في الجلالة والعظم والسرعة والإتقان يجل عن الوصف ، وتقصر عنه العقول ، ولا شك فيه ولا تردد ، ولذلك علله بقوله تعالى : { إن الله } ، أي : الملك الأعظم ، { على كل شيء } ، أي ممكن { قدير * } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.