النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلَيۡنِ أَحَدُهُمَآ أَبۡكَمُ لَا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوۡلَىٰهُ أَيۡنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأۡتِ بِخَيۡرٍ هَلۡ يَسۡتَوِي هُوَ وَمَن يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (76)

قوله عز وجل : { وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكمُ لا يقدر على شيء وهو كَلٌّ على مولاه أينما يوجهه لا يأْتِ بخير هل يستوي هو ومن يأمُرُ بالعدل وهو على صراط مستقيم } ، اختلف المفسرون في المثل المضروب بهذه الآية على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه مثل ضربه الله تعالى لنفسه وللوثن ، فالأبكم الذي لا يقدر على شيء ، هو : الوثن ، والذي يأمر بالعدل ، هو : الله تعالى ، وهذا معنى قول قتادة .

الثاني : أنه مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر ، فالأبكم : الكافر ، والذي يأمر بالعدل : المؤمن ، قاله ابن عباس .

الثالث : أن الأبكم : عبد كان لعثمان بن عفان رضي الله عنه ، كان يعرض عليه الإسلام فيأبى . ومن يأمر بالعدل : عثمان ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً{[1744]} .


[1744]:الكلام مقطوع في ك. وفي هذا المثل أقوال أخرى غير ما ذكر المؤلف فقيل أنه مثل لأبي بكر ومولى له كافر. وقيل الأبكم أبو جهل والذي يأمر بالعدل عمار بن ياسر، وكان أبو جهل يعذبه ويعذب أمه سمية. وقال مقاتل: نزلت هذه الآية في هشام بن عمرو ابن الحارث، وكان كافرا قليل الخير يعادي الرسول صلى الله عليه وسلم.