قوله عز وجل : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً } ، وهذا مثل ضربه الله تعالى لمن نقض عهده ، وفيه قولان :
أحدها : أنه عنى الحبْل ، فعبر عنه بالغزل ، قاله مجاهد .
الثاني : أنه عنى الغزل حقيقة .
أحدهما : من بعد إبرام ، قاله قتادة .
الثاني : أن القوة ما غزل على طاق ولم يثن .
{ أنكاثاً } ، يعني : أنقاضاً ، واحده نكث ، وكل شيء نقض بعد الفتل أنكاثٌ .
وقيل : أن التي نقضت غزلها من بعد قوة امرأة بمكة حمقاء ، قال الفراء : إنها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّة ، سميت جعدة لحمقها ، كانت تغزل الصوف ثم تنقضه بعدما تبرمه ، فلما كان هذا الفعل لو فعلتموه سفهاً تنكرونه ، كذلك نقض العهد الذي لا تنكرونه .
{ تتخذون أيمانكُمْ دَخَلاً بينكُمْ } ، فيه ستة تأويلات :
الرابع : أن يكون داخل القلب من الغدر غير ما في الظاهر من لزوم الوفاء .
الخامس : أنه الغدر والخيانة ، قاله قتادة .
السادس : أنه الحنث في الأيمان المؤكدة{[1759]} .
{ أن تكون أمة هي أربى من أمة } ، أن تكون أكثر عدداً وأزيد مدداً ، فتطلب بالكثرة أن تغدر بالأقل بأن تستبدل بعهد الأقل عهد الأكثر{[1760]} . وأربى : أفعل الربا ، قال الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.