وقوله سبحانه : { وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ } [ الإسراء : 73 ] .
الضمير في قوله : { كَادُوا } هو لقريشٍ ، وقيل : لثقيفٍ ، فأما القريش ، فقال ابن جبير ومجاهد : نزلَتِ الآية ، لأنهم قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم لاَ نَدَعُكَ تستلمُ الحَجَرَ الأسْوَدَ حتى تَمَسَّ أيضاً أوثانَنَا على معنى التشرُّع ، وقال ابن إسحاق وغيره : إِنهم اجتمعوا إليه ليلةً ، فعظَّموه ، وقالوا له : أنْتَ سيِّدنا ، ولكنْ أَقْبِلْ على بعض أمْرنا ، ونُقْبِلُ على بعض أمرك ، فنزلَتِ الآية في ذلك .
( ع ) : فهي في معنى قوله : { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [ القلم : 9 ] وأما لثقيفٍ ، فقال ابن عباس وغيره : لأنهم طلبوا من رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أنْ يؤخرهم بعد إِسلامهم سَنَةً يعبدون فيها اللاَّتَ ، وقالوا : إِنما نريد أن نأخذ ما يُهْدَى لها ولكن إنْ خفْتَ أنْ تنكر ذلك عليك العربُ ، فقل : أَوْحَى اللَّهُ ذلك إِلَيَّ ، فنزلَتِ الآية في ذلك .
( ت ) : واللَّه أعلم بصحَّة هذه التأويلاتِ ، وقد تقدَّم ما يجبُ اعتقاده في حَقِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فالتزمه تُفْلِحْ .
وقوله : { وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } [ الإسراء : 73 ] توقيفٌ على ما نجاه اللَّه منه من مُخَالَّةِ الكفَّار ، والولايةِ لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.