قوله تعالى : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِكُمْ } روى ابن عباس قال : كان ذو المجاز وعكاظ متجرين للناس في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام تركوا ذلك ، حتى نزلت : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِكُمْ } وكان ابن الزبير يقرأ { فِي مَواقِيتِ الْحَجِّ }{[294]} .
{ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ } فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : معناه فإذا رجعتم من حيث بَدَأْتُم .
والثاني : أن الإفاضة : الدفع عن اجتماع ، كفيض الإناء عن امتلاء .
والثالث : أن الإفاضة الإسراع من مكان إلى مكان .
والثاني : أنها اسم واحد وإن كان بلفظ الجمع . وهذا قول الزجاج .
واختلفوا في تسمية المكان عرفة على أربعة أقاويل :
أحدها : أن آدم عرف فيه حواء بعد أن أُهْبِطَا من الجنة .
والثاني : أن إبراهيم عرف المكان عند الرؤية ، لما تقدم له في الصفة .
والثالث : أن جبريل عرَّف فيه الأنبياء مناسكهم .
والرابع : أنه سُمِّيَ بذلك لعلو الناس فيه ، والعرب تسمي ما علا ( عرفة ) و ( عرفات ) ، ومنه سُمِّيَ عُرف الديك لعلوه .
{ فَاذْكُرُواْ اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ } والمَشْعَرُ المَعْلَمُ ، سُمِّيَ بذلك ، لأن الدعاء عنده ، والمقام فيه من معالم الحج ، وحد المشعر ما بين منى ومزدلفة مِنْ حَد مفضي مَأزمَي{[295]} عرفة إلى محسر ، وليس مأزماً عرفة من المشعر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.