فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ} (198)

روى البخاري عن ابن عباس قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } في مواسم الحج ما عليكم من إثم في أن تطلبوا مزيدا من رزق الله أثناء حجكم{[637]} ولا ينقص هذا من أجركم ، وابتغاء الفضل ورد في القرآن بمعنى التجارة قال الله تعالى { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله . . . }{[638]} .

{ فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم } فإذا دفعتم بكثرة من المكان المعلوم المكرم وعدتم من حيث بدأتم وكررتم راجعين نحو البيت فيما بين عرفة ومنى فصلوا وادعوا عند المشعر الذي بين جبلي المزدلفة من مأزمي عرفة على محسر وليس مأزما عرفة من المشعر ، وعن إبراهيم قال رأى ابن عمر الناس يزدحمون على الجبيل بجمع أي بمزدلفة فقال يا أيها الناس إن جمعا كلها مشعر وعن سعيد ابن جبير : المشعر الحرام ما بين المزدلفة فعرفة كلها موقف إلا عرنة ومزدلفة كلها مشعر إلا وادي محسر . { واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين } وليكن ذكركم إياه بالخضوع لأمره والطاعة له والشكر على ما أنعم عليكم من التوفيق لما وفقكم له من سنن إبراهيم خليله بعد الذي كنتم فيه من الشرك والحيرة والعمي عن طريق الحق وبعد الضلالة ، كذكره إياكم بالهدى حتى استنقذكم من النار به بعد أن كنتم على شفا حفرة منها فنجاكم . . .


[637]:روى الدارقطني في سننه عن أبي أمامة التميمي قال قلت لابن عمر إني رجل أكرى في هذا الوجه وإن ناسا يقولون إنه لا حج لك فقال ابن عمر جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله مثل هذا الذي سألتني فسكت حتى نزلت هذه الآية {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم...} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لك حجا)
[638]:من سورة الجمعة من الآية 10.