تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ} (198)

{ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } ، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يحجون منهم الحاج والتاجر ، فلما أسلموا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن سوق عكاظ وسوق منى وذي المجاز في الجاهلية كانت تقوم قبل الحج وبعد الحج ، فهل يصلح لنا البيع والشراء في أيام حجنا قبل الحج وبعد الحج ، فأنزل الله عز وجل : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } ، في مواسم الحج ، يعني التجارة ، فرخص الله سبحانه في التجارة ، { فإذا أفضتم من عرفات } بعد غروب ، { فاذكروا الله } تلك الليلة { عند المشعر الحرام } ، فإذا أصبحتم ، يعني بالمشعر حيث يبيت الناس بالمزدلفة ، فاذكروا الله ، { واذكروه كما هداكم } لأمر دينه ، { وإن كنتم من قبله } من قبل أن يهديكم لدينه { لمن الضالين } يعني عن الهدى .