النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (46)

قوله : { وَمَا كُنتَ بِجَانِب الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وما كنت يا محمد { بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } وفيه وجهان :

أحدهما : نودي يا أمة محمد استجبت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني ، قاله أبو هريرة .

الثاني : أنهم نودوا في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بُعِثْتَ ، قاله مقاتل .

{ وَلَكِن رَّحْمَةَ مِّن رَّبِّكَ } فيه وجهان :

أحدهما : أن ما نودي به موسى من جانب الطور من ذكرك نعمة من ربك .

الثاني : أن إرسالك نبياً إلى قومك نعمة من ربك .

{ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } يعني العرب .