التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (46)

قوله : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } أي لم تكن يا محمد بجانب الطور وقت ندائنا موسى { إني أنا الله رب العالمين } أو وقت إنزال التوراة عليه وإرساله للناس رسولا .

قوله : { وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } { رحمة } ، منصوب على المصدر ، أي ولكن رحمناك رحمة . وقيل : منصوب على أنه خبر كان مقدرة . وتقديره : ولكن كان رحمة من ربك . وقيل : منصوب على أنه مفعول لأجله . وتقديره : ولكن فعل ذلك لأجل الرحمة{[3508]} والمعنى : ولكن أرسلناك يا محمد بالقرآن وفيه إخبار لقومك عن أنباء النبيين السابقين وقصص الأمم الغابرة ، رحمة من الله بك وبالعباد ، إذ تنذرهم بالقرآن وتعلمهم ما لم يكونوا يعلمون من قبل أن تأتيهم ؛ إذ لم يأتهم قبلك من نذير وذلك في زمان الفترة بينك وبين المسيح وهي خمسمائة وخمسون سنة .

قوله : { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي يعتبرون ويتعظون بإنذارك لهم وبما تتلوه عليهم من الآيات البينات .


[3508]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 234.