الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (46)

قال وهب بن منبه : قال موسى يا رب أرني محمد صلى الله عليه وسلم قال : إنّك ) لن تصل إلى ذلك ، وإن شئت ناديت أمّته فأسمعتك صوتهم ، قال : «بلى يا رب » ، فقال الله سبحانه : يا أُمّة محمد ، فأجابوه من أصلاب آبائهم .

وأخبرنا عبد الله بن حامد الأصفهاني ، قال أخبرنا محمد بن جعفر المطري ، قال : حدّثنا الحماد بن الحسن ، قال : حدّثنا أبو بكر ، قال : حدّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي مدرك ، عن أبي زرعة يعني ابن عمرو بن جرير { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } قال : قال : يا أُمّة محمد قد أجبتكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني .

وأخبرني عبد الله بن حامد الوزان ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن شاذان ، قال : حدّثنا جيعويه بن محمد ، قال : حدّثنا صالح بن محمد ، قال : وأخبرنا عثمان بن أحمد ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الجبلي ، قال : حدّثنا محمد بن الصباح بن عبد السلم ، قال : حدّثنا داود أبو سلمان كلاهما ، عن سلمان بن عمرو ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله سبحانه : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } قال : " كتب الله عزّوجل كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورقة آس ، ثم وضعها على العرش ، ثم نادى : يا أُمّة محمد إنّ رحمتي سبقت غضبي ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، من لقيني منكم يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبدي ورسولي أدخلته الجنّة " .

{ وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } قراءة العامة بالنصب على الخبر ، تقديره : ولكن رحمناك رحمة ، وقرأ عيسى بن عمر { رَّحْمَةً } بالرفع يعني ( ولكنه رحمة من ربك ) إذا أطلعك عليه وعلى الأخبار الغائبة عنك { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } يعني أهل مكة { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } .