البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (46)

{ إذ نادينا } ، يريد مناداة موسى ليلة المناجاة وتكليمه ، ولكن علمناك .

وقال الطبري : { إذ نادينا } بأن : { سأكتبها للذين يتقون } الآية .

وعن أبي هريرة : أنه نودي من السماء حينئذ يا أمة محمد استجبت لكم قبل أن تدعوني ، وغفرت لكم قبل أن تسألوني ، فحينئذ قال موسى عليه السلام : اللهم اجعلني من أمة محمد .

فالمعنى : إذ نادينا بأمرك ، وأخبرناك بنبوتك .

وقرأ الجمهور : { رحمة } ، بالنصب ، فقدر : ولكن جعلناك رحمة ، وقدر أعلمناك ونبأناك رحمة .

وقرأ عيسى ، وأبو حيوة : بالرفع ، وقدر : ولكن هو رحمة ، أو هو رحمة ، أو أنت رحمة .

{ لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير } : أي في زمن الفترة بينك وبين عيسى ، وهو خمسمائة وخمسون عاماً ونحوه .