{ ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون43 وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين44 ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين45 وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون46 }
أعطى الله تعالى موسى التوراة بعد ما أهلك فرعون وجنده وملأه وخسف بقارون ، أو من بعد إهلاك قوم نوح ، وعاد وثمود ، وأودع الحكيم العليم كتابه هذا تفصيل الحلال من الحرام ، وتبصرة{[3053]} للناس الذين طمست بصائرهم الأهواء ، ودلالة على الهداية ، ورحمة للمستمسكين بشرعته ليتذكروا ، ولقد بين القرآن المجيد ما أودع الله التوراة{[3054]} من نور وعلم وحكم : )ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء . . ( {[3055]} )ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين . الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ){[3056]} ) . . وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون( {[3057]} ، ثم وجه الخطاب إلى خاتم النبيين محمد عليه وعليهم الصلوات والتسليم ، فشهد سبحانه أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن بالجانب الغربي من جيل الطور حيث نبئ موسى ، وكلمه ربه عز وجل ، ولا هو ممن شهد الوحي إلى كليم الله- عليه السلام- ، ولكن خلف من بعد موسى خلف طال عليهم الأمد ، وبعد ما بينهم وبين زمان نزول الوحي فقست قلوبهم ، { وما كنت ثاويا } مقيما في أهل مدين{ تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين } لم تصاحب موسى قبل تكليم الله إياه إذ هو في أهل مدين بعيش مع شعيب حيث أهله ، كما لم تكن مرافقا لموسى بعد إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ، لكنا أرسلناك ، وأوحينا إليك من أنباء الرسل ، وقصصنا عليك مما كان بينهم وبين أممهم ، فعلمتك بهذا مالم تكن تعلم لنثبت به فؤادك ، وليكون عبرة لأولي الألباب ، { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا } وكما لم تلق موسى قبل أن يوحى إليه ، ولا عاشرته بعد أن قضينا إليه الأمر ، لم تكن معه إذ نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة{[3058]} ، ولكن جاءك الوحي لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ، وتذكرهم فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) . . إنما يتذكر أولو الألباب( {[3059]} .
قال قتادة : { الكتاب } التوراة ، قيل : آتينا موسى الكتاب وأخذنا على قومه العهود ، ثم تطاول العهد فكفروا ، فأرسلنا محمدا مجددا للدين وداعيا الخلق إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.