الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (46)

وقوله تعالى : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور } [ القصص : 46 ] .

يريدُ وقتَ إنزالِ التوراةِ إلى مُوسَى عليه السلام . وقوله : { إِذْ نَادَيْنَا } رُوِيَ عَنْ أَبِي هريرةَ : ( أنّه نُودِيَ يَومَئِذٍ مِنَ السَّمَاءِ : «يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، استجبتُ لَكُمْ قَبْلَ أَن تَدْعُونِي ، وغفرتُ لكم قبل أن تسألوني » فحينئذٍ قال موسى عليه السلام : اللهمَّ ، اجْعَلْنِي من أمَّةِ محمدٍ ) فالمعنى : إذ نادينا بأمرك وأخبرنا بنُبوَّتِك .

وقال الطبريُّ : معنى قوله : { إِذْ نَادَيْنَا } : بأن { سَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزكاة } [ الأعراف : 156 ] .