تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (85)

قوله عز وجل : { إن الذي فرض عليك القرآن } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الغار ليلا ، ثم هاجر من وجهه ذلك إلى المدينة ، فسار في غير الطريق مخافة الطلب ، فلما أمن رجع إلى الطريق ، فنزل بالجحفة بين مكة والمدينة ، وعرف الطريق إلى مكة ، فاشتاق إليها ، وذكر مولده ومولد أبيه ، فأتاه جبريل ، عليه السلام ، فقال : "أتشتاق إلى بلدك ومولدك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال جبريل : إن الله عز وجل يقول : { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد }" يعنى إلى مكة ظاهرا عليهم ، فنزلت هذه الآية بالجحفة ليست بمكية ، ولا مدنية { قل ربي أعلم من جاء بالهدى } وذلك أن كفار مكة كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : إنك في ضلال ، فأنزل الله تبارك وتعالى في قولهم : { قل ربي أعلم من جاء بالهدى } فأنا الذي جئت بالهدى من عند الله عز وجل ، { و } هو أعلم { ومن هو في ضلال مبين } آية يقول : أنحن أم أنتم .