النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

قوله عز وجل : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } {[519]}في هذه الشهادة من الله ثلاثة أقاويل :

أحدها : بمعنى قضى الله أنه لا إله إلا هو .

والثاني : يعني بَيَّنَ الله أنه لا إله إلا هو .

والثالث : أنها الشهادة من الله بأنه لا إله إلا هو .

ويحتمل أمرين :

أحدهما : أن يكون معناها الإِخبار بذلك ، تأكيداً للخبر بالمشاهدة ، كإخبار الشاهد بما شاهد ، لأنه أوكد للخبر .

والثاني : أنه أحدث من أفعاله المشاهدة ما قامت مقام الشهادة بأن لا إله إلا هو ، فأما شهادة الملائكة وأولي العلم ، فهي اعترافهم بما شاهدوه من دلائل وحدانيته .

{ قَآئِماً بِالْقِسْطِ } أي بالعدل .

ويحتمل قيامه بالعدل وجهين :

أحدهما : أن يتكفل لهم بالعدل فيهم ، من قولهم قد قام فلان بهذا الأمر إذا تكفل به ، فيكون القيام بمعنى الكفالة .

والثاني : معناه أن قيام ما خلق وقضى بالعدل أي ثباته ، فيكون قيامه بمعنى الثبات{[520]} .


[519]:- سقط من ق.
[520]:- سقط من ق.