جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

{ شهِد{[633]}الله أنه لا إله إلا هو } :{[634]} بأن نصب أدلة التوحيد أو بين الله أو حكم الله { والملائكة وأولو العلم{[635]} } بالإقرار ، وهذه مرتبة جليلة للعلماء . { قائما{[636]} بالقسط } : بالعدل في أحكامه ، وهو من حال الله . { لا إله إلا هو } : كرره تأكيدا ، وليبني عليه قوله { العزيز } فلا يرام جنابه عظمة . { الحكيم{[637]} } فلا يصدر عنه شيء إلا على وفق الاستقامة .


[633]:ولما بيّن أن المتقين القائلون بوحدانية ربهم أتبعهم ما يدل على صدق مقالهم، وأنهم مندرجون في زمرة الشهداء الذين هم الملائكة، والأنبياء، والأولياء فقال: (شهد الله) الآية/12 وجيز.
[634]:أخرج ابن عدي والطبراني في الأوسط، والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه والخطيب في تاريخه وابن النجار عن غالب القطان قال: (أتيت الكوفة فنزلت قريبا من الأعمش، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر، فقام فتهجد من الليل فمر بهذه الآية (شهد الله أنه لا إله إلا هو) إلى قوله: (إن الدين عند الله الإسلام) فقال: (وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشهادة، وهي لي وديعة عند الله) قالها مرارا، نقل هذه القصة السيوطي في الدر المنثور [2/21] قال (المحشي محمد بن عبد الله الغرنوي): وأنا أشهد مرارا وأنادي بهذه الشهادة على رؤوس الأشهاد جهارا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي وديعة عند الله أشهد أن لا إله إلا هو قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، ثم أشهد، ثم اشهد إلى يوم أموت ويوم أبعث حيا/12.
[635]:من الأنبياء والأتقياء بأن أقروا واعترفوا وبينوا أدلة التوحيد وكفى للعالمين هذه المرتبة الجليلة/12 وجيز.
[636]:نصب قائما على أنه حال من فاعل شهد وجاز لأنه لا لبس نحو رأيت السلطان وعبيده راكبا/12 وجيز.
[637]:قال المحرر: وأنا على ذلك من الشاهدين/12.