{ شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إله إِلاَّ هُوَ } يعني أن الله تعالى قَبْل أن يخلق الخلق شهد أن لا إله إلا هو { والملائكة } ولما خلق الملائكة شهدوا بذلك ، ثم لما خلق الله المؤمنين شهدوا بمثل ذلك وهم { أُوْلُو العلم } يعني المؤمنين شهدوا بذلك { قَائِمَاً بالقسط } يعني الله قائماً بالعَدْل على كل نفس . ويقال : من أقرّ بهذه الشهادة على عقد قلبه ، فقد قام بالعدل . وقال مقاتل : سبب نزول هذه الآية أن عبد الله بن سلام وأصحابه ، قالوا لرؤساء اليهود اتبعوا دين محمد صلى الله عليه وسلم . فقالت اليهود : ديننا أفضل من دينكم . فقال الله عز وجلَّ : { شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إله إِلاَّ هُوَ والملائكة وَأُوْلُواْ العلم } يشهدون بذلك ، وأولو العلم بالتوراة يشهدون بذلك ، ويشهدون أن الله قائم بالقسط ، أي بالعدل ، وأن الدين عند الله الإسلام .
قال الكلبي : وفيه وجه آخر وذلك أنه لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، قدم عليه حَبْران من أحبار الشام ، فلما نظرا إلى المدينة قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان ، فلما دخلا عليه قالا له : أنت محمد ؟ قال : «نَعَمْ » . قالا : وأنت أحمد ؟ قال : " أَنا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ " قالا : أَخْبِرْنا عن أعظم الشهادة في كتاب الله تعالى ، فنزلت هذه الآية { شَهِدَ الله } . . . الخ . فأسلم الرجلان وصدَّقا أن الدين عند الله الإسلام .
وروي عن أبي عبيدة أنه قال : { شَهِدَ الله } يعني عَلِم الله وبَيَّن الله ، فالله عز وجل دَلَّ على توحيده بجميع ما خلق ، فبيّن أنه لا يقدر أحدٌ أن ينشىء شيئاً واحداً مما أنشأ الله تعالى ، وشَهِدت { الملائكة } بما علمت من عظيم قدرته ، وشهد { أولو العلم } بما ثبت عندهم ، وتبين من خلقه الذي لا يقدر غيره عليه ، وفي هذه الآية بيان فضل أهل العلم ، لأنه ذكر شهادة نفسه ، ثم ذكر شهادة الملائكة ، ثم ذكر شهادة أهل العلم . ثم قال تعالى : { لا إله إِلاَّ هُوَ العزيز الحكيم } فشهد بمثل ما شهد من قبل ، لتأكيد الكلام .
وروي عن سعيد بن جبير أنه قال : كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، لكل حي من العرب صنم أو صنمان ، فلما نزلت هذه الآية ، أصبحت تلك الأصنام كلها قد خرت ساجدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.