( شهد الله ) أي بين الله وأعلم ، قال الزجاج الشاهد هو الذي يعلم الشيء ويبينه فقد دلنا الله على وحدانيته بما خلق وبين ، وقال أبو عبيدة شهد الله بمعنى قضى أي أعلم قال ابن عطية وهذا مردود من جهات ، وقيل إنها شبهت دلالته على وحدانيته بأفعاله ووحيه بشهادة الشاهد في كونها مبينة .
( أنه لا إله إلا هو ) سئل بعض الأعراب ما الدليل على وجود الصانع فقال إن البعرة تدل على البعير ، وآثار القدم تدل على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلي بهذه الكثافة ، أما يدلان على وجود الصانع الخبير ، وفي القرآن من دلائل التوحيد كثير طيب ، وهو دليل على فضل علم أصول الدين وشرف أهله .
( والملائكة ) عطف على الاسم الشريف وشهادتهم إقرارهم بأنه لا إله إلا هو ( وأولوا العلم ) معطوف أيضا على ما قبله وشهادتهم بمعنى الإيمان منهم وما يقع من البيان للناس على ألسنتهم ، وعلى هذا لا بد من حمل الشهادة على معنى يشمل شهادة الله وشهادة الملائكة وأولي العلم{[311]} .
وقد اختلف في أولي العلم هؤلاء من هم فقيل هم الأنبياء وقيل المهاجرون والأنصار ، قاله السدى والكلبي وهو الحق إذ لا وجه للتخصيص ، وفي ذلك فضيلة لأهل العلم جليلة ومنقبة نبيلة لقرنهم باسمه واسم ملائكته .
و المراد بأولي العلم هنا علماء الكتاب والسنة وما يتوصل به إلى معرفتها إذ لا اعتداد بعلم لا مدخل له في العلم الذي اشتمل عليه الكتاب العزيز والسنة المطهرة .
( قائما بالقسط ) بالعدل في جميع أموره أو مقيما له ، وانتصاب قائما على الحال من الاسم الشريف ، قال جعفر الصادق : الأولى وصف وتوحيد والآتية رسم وتعليم أي قولوا ( لا إله إلا هو ) وقيل كرره للتأكيد ، وفائدة تكريرها الإعلام بأن هذه الكلمة أعظم الكلام وأشرفه ، ففيه حث للعباد على تكريرها والاشتغال بها فإنه من اشتغل بها فقد اشتغل بأفضل العبادات ، وقوله ( العزيز الحكيم ) لتقرير معنى الوحدانية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.