الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

أخرج ابن السني في عمل يوم وليلة وأبو منصور الشجامي في الأربعين عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، والآيتين من آل عمران { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، إن الدين عند الله الإسلام } . و( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) ( آل عمران الآية 26 ) إلى قوله ( بغير حساب ) هن معلقات بالعرش . ما بينهن وبين الله حجاب يقلن : يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك . قال الله : إني حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة - يعني المكتوبة - إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه ، وإلا أسكنته حظيرة الفردوس ، وإلا نظرت إليه كل يوم سبعين نظرة ، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة ، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته منه " .

و أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا " لما نزلت ( الحمد لله رب العالمين ) ( الفاتحة الآية 1 ) ، وآية الكرسي ، و{ شهد الله } ، و( قل اللهم مالك الملك ) ( آل عمران الآية 26 ) إلى ( بغير حساب ) تعلقن بالعرش وقلن : أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك فقال : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لا يتلوكن عبد عند دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه ، وأسكنته جنة الفردوس ، ونظرت له كل يوم سبعين مرة ، وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة " .

و أخرج أحمد والطبراني وابن السني في عمل يوم وليلة وابن أبي حاتم عن الزبير ابن العوام قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية { شهد الله أنه لا إله إلا هو } إلى قوله { العزيز الحكيم } فقال : وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب . ولفظ الطبراني فقال : وأنا أشهد أنك لا إله إلا أنت العزيز الحكيم " .

وأخرج ابن عدي والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه والخطيب في تاريخه وابن النجار عن غالب القطان قال : أتيت الكوفة في تجارة ، فنزلت قريبا من الأعمش ، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل ، فمر بهذه الآية { شهد الله أنه لا إله إلا هو } إلى قوله

{ إن الدين عند الله الإسلام } فقال : وأنا أشهد بما شهد الله به ، وأستودع الله هذه الشهادة ، وهي لي وديعة عند الله . قالها مرارا فقلت : لقد سمع فيها شيئا ، فسألته فقال : حدثني أبو وائل ، عن عبد الله قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله : عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد ، أدخلوا عبدي الجنة " .

أخرج أبو الشيخ في العظمة عن حمزة الزيات قال : خرجت ذات ليلة أريد الكوفة ، فآواني الليل إلى خربة فدخلتها ، فبينما أنا فيها دخل علي عفريتان من الجن فقال أحدهما لصاحبه : هذا حمزة بن حبيب الزيات الذي يقرئ الناس بالكوفة قال : نعم والله لأقتلنّه قال : دعه . المسكين يعيش قال : لأقتلنه . فلما أزمع على قتلي قلت : بسم الله الرحمن الرحيم { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } وأنا على ذلك من الشاهدين فقال له صاحبه : دونك الآن فاحفظه راغما إلى الصباح .

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة عبد الله " شهد الله أن لا إله إلا هو " وفي قراءته { إن الدين عند الله الإسلام } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { قائما بالقسط } قال : ربنا قائما بالعدل .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس { بالقسط } قال : بالعدل .

وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال : فإن الله شهد هو ، والملائكة ، والعلماء من الناس { إن الدين عند الله الإسلام } .

وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم } بخلاف ما قال نصارى نجران .