الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (52)

و{ قالوا آمَنَّا بِهِ } الضَّمِيرُ في { بِهِ } عَائِدٌ عَلى اللّهِ تعالى ، وَقِيلَ : عَلى محمدٍ وَشَرْعِه والقُرْآنِ وَقَرَأَ نَافِعٌ وَعَامَّةُ القُرّاءَ : «التناوش » دُونَ هَمْزٍ وَمَعْنَاهُ التَّنَاوُلِ ، مِن قَوْلِهِمْ نَاشَ يَنُوشُ إذَا تَنَاوَلَ ، وَعِبَارَةَ الوَاحِدِيِّ { وأنى لَهُمُ التناوش } أي : كَيْفَ يَتَنَاوَلُونَ التَّوْبَةَ وَقَدْ بَعُدَتْ عَنْهُمْ انتهى . وقَرَأ أبُو عمرو وحمزة والكسائي : «التناؤش » بِالهَمْزِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرُه كَالْقِرَاءَةِ الأَولَى ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الطَّلَبِ ؛ تَقُولُ : انْتَأَشْتُ الخَيْرَ إذَا طَلَبْته مِنْ بُعْدٍ .

( ت ) : وَقَالَ البُخَارِيُّ : التَّنَاوُشُ الرَّدُّ مِنَ الآخِرَة إلَى الدُّنْيَا انتهى .