والضميرُ في " آمنَّا به " لله تعالى ، أو للرسول ، أو للقرآن ، أو للعذاب ، أو للبعث .
قوله : " التَّناوُشُ " مبتدأ ، و " أنَّى " خبرُه أي : كيف لهم التناوشُ . و " لهم " حالٌ . ويجوزُ أَنْ يكونَ " لهم " رافعاً للتناوش لاعتمادِه على الاستفهامِ ، تقديرُه : كيف استقرَّ لهم التناوش ؟ وفيه بُعْدٌ . والتناؤُش مهموزٌ في قراءة الأخوَيْن وأبي عمرو وأبي بكر ، وبالواوِ في قراءةِ غيرِهم ، فيُحتمل أن تكونا مادتين مستقلَّتين مع اتِّحاد معناهما . وقيل : الهمزةُ عن الواو لانضمامِها كوُجوه وأُجُوه ، ووُقِّتَتْ وأُقِّتَتْ . وإليه ذهب جماعةٌ كثيرةٌ كالزَّجَّاج والزمخشري وابن عطية والحوفي وأبي البقاء . قال الزجَّاج : " كلُّ واوٍ مضمومةٍ ضمةً لازمةً فأنت فيها بالخِيار " وتابعه الباقون قريباً مِنْ عبارِته . ورَدَّ الشيخ هذا الإِطلاقَ وقَيَّده : بأنَّه لا بُدَّ أَنْ تكونَ الواوُ غيرَ مُدْغَمٍ فيها تحرُّزاً من التعَوُّذ ، وأَنْ تكونَ غيرَ مُصَحَّحةٍ في الفعلِ ، فإنها متى صَحَّت في الفعل لم تُبْدَلْ همزةً نحو : تَرَهْوَكَ تَرَهْوُكاً ، وتعاوَنَ تعاوُناً . وبهذا القيدِ الأخير يَبْطُلُ قولُهم ؛ لأنها صَحَّتْ في تَنَاوَشَ يتناوَشُ ، ومتى سُلِّم له هذان القيدان أو الأخِيرُ منهما ثَبَتَ رَدُّه .
والتناوُش : الرُّجوع . وأُنْشِدَ :
3750 تَمَنَّى أَنْ تَؤُوْبَ إليَّ مَيٌّ *** وليس إلى تناوُشِها سبيلُ
أي : إلى رجوعِها . وقيل : هو التناوُل يقال : ناشَ كذا أي : تناولَه . ومنه : تناوَشَ القوم بالسِّلاح كقوله :
3751 ظَلَّتْ سُيوفُ بني أَبيه تَنُوْشُه *** للهِ أرحام هناك تُشَقَّقُ
3752 فَهْيَ تَنُوْشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلا *** نَوْشاً به تَقْطَعُ أجوازَ الفَلا
وفَرَّق بعضُهم بين المهموزِ وغيرِه ، فجعله بالهمزِ بمعنى التأخُّر . قال الفراء : " مِنْ نَأَشْتُ أي : تَأخَّرْتُ " . وأنشد :
3753 تَمَنَّى نَئِيْشاً أَنْ يكونُ مُطاعِناً *** وقد حَدَثَتْ بعد الأمورِ أمورُ
3754 قَعَدْتَ زماناً عن طِلابك للعُلا *** وجِئْتَ نَئيشاً بعد ما فاتَكَ الخبرُ
وقال الفراء : " أيضاً هما متقاربان . يعني الهمزَ وتَرْكَه مثل : ذِمْتُ الرجلَ ، وذَأََمْتُه أي : عِبْتُه " وانتاش انتِياشاً كَتَناوَشَ تناوُشاً . قال :
3755 باتَتْ تَنُوْشُ العَنَقَ انْتِياشاً ***
وهذا مصدرٌ على غيرِ الصدرِ . و " مِنْ مكانٍ " متعلِّقٌ بالتَّناوش .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.