{ وَقَالُوا } وقت النزع وهو وقت نزول العذاب بهم عند الموت كقوله تعالى : { فلما رأوا بأسنا قالوا : آمنا بالله وحده } ، أو عند البعث فإن الكفار كلهم يؤمنون حينئذ { آمَنَّا بِهِ } أي بمحمد صلى الله عليه وسلم قاله قتادة أو بالقرآن ، وقال مجاهد : بالله عز وجل ، وقال الحسن : بالبعث ثم نفى الله عنهم نفع الإيمان بقوله :
{ وَأَنَّى } أي من أين { لَهُمُ التَّنَاوُشُ } أي التناول ، وهو تقابل من النوش الذي هو التناول ، والمعنى : كيف لهم أن يتناولوا الإيمان من بعد يعني في الآخرة ، وقد تركوه في الدنيا وهو معنى قوله :
{ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ } وهو تمثيل لحالهم في طلب الخلاص بعد ما فات عنهم بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة تناوله من ذراع في الاستحالة ، قال ابن السكيت : يقال للرجل إذا تناول رجلا ليأخذ برأسه أو بلحيته ناشه ينوشه نوشا ، ومنه المناوشة في القتال ، وذلك إذا تدانى الفريقان . وقيل التناوش : الرجعة أي وأنى لهم الرجعة إلى الدنيا ليؤمنوا ، وقال ابن عباس : قال يسألون الرد إلى الدنيا وليس بحين رد ، وقال التناوش : تناول الشيء وليس بحين ذلك وقال السدي : هو التوبة أي طلبوها ، وقد بعدت لأنها إنما تقبل في الدنيا وقرى : التناوش بالواو وبالهمز واستبعد الثانية أبو عبيد والنحاس ولا وجه للاستبعاد فقد ثبت ذلك في لغة العرب وأشعارها ، قال الفراء : الهمزة وتركها متقارب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.